المقالات

تنظيم الوقت ودوره في نجاح تجربة العمل الحر
تنظيم الوقت ودوره في نجاح تجربة العمل الحر

تنظيم الوقت ودوره في نجاح تجربة العمل الحر

الوقت هو مقدار من الزمان قدر لأمر ما، ويعرف الوقت بأنه من المتغيرات الخارجية التي لا تخضع لسلطة أو مالٍ أو قوة وقدرة؛ إذ تعجز كل القوى والسلطات عن السيطرة عليه وتقديمه أو تأخيره وإعادته أو تعويضه وزيادته، وهذا الجمود في العنصر النفيس يجعله من أبرز مؤشرات تقييم النجاح والإنجاز، ويرفع أهميته إلى حدودٍ لا يمكن أن تنافس، فلا ادخار فيه ولا إرجاع ولا تعويض، إنَّما فيه تنافس في الاستثمار والتنظيم والإدارة والتقليل من الهدر المعدم والتفريط المجاني، فهو من أهم موارد التي تقبل الإدارة وينبغي أن تدار أولاً وقبل كل  شيء.

 

  • أهمية الوقت:

يعد الوقت من الأمور المهمة والقيمة التي تهم جميع النَاس على اختلاف أماكنهم وأعمالهم وانتماءاتهم ومستوياتهم ووظائفهم؛ إذ هو من أثمن ممتلكات الحياة وأعظمها قيمة وضرورة، وهو المساحة الزمنية التي من خلالها تُقضى الأمور وتُنجز الأعمال وتدبر الاحتياجات واللوازم، ولا يوجد شيء من أمور الحياة ومقتضياتها إلا وله صلةٌ ورابط بالوقت على اختلاف أهميته وأولويته وتصنيفه، ويكتسب الوقت قُدسيته من خلال ارتباطه العظيم باتفاقات النَّاس وتواعدهم وتعاقدهم وحاجتهم له كمحدد زمني ينفذ الأمور ويقضي المصالح، والمعلوم في أصل الوقت ومادته أنَّه قيمة لا يمكن تعويضها مهما بذل الإنسان في ذلك، فإذا ذهب وقت الإنسان انقضى من عمره بمقدار ما فات من وقته، ومهما بذل الفرد في إدارة وقته وجاهد في استخدامه والحرص عليه فلن يستطيع السيطرة عليه على وجه التمام، ولا يملك أي إنسان تحييد المشتتات مهما بلغ من الحرص والقدرة، غير أن تنظيم ذلك متفاوت بين الناس ومختلف باختلاف نظراتهم للضرورات والأولويات والمهم والأهم.

 

إدارة الوقت هو أهم تحدي يواجه العاملين في العمل الحر و يزعجهم في أحلامهم إذا بقيت هناك الطلبات التي يجب إنهاءها و قرر العاملين الخلود للنوم بسبب التعب ، من المعلوم أن البعض يلجأ بالفعل لإنفاق المال من أجل الاشتراك في دورات إدارة الوقت و الكورسات الخاصة بتنفيذ المهام في الوقت المحدد ، لكن أغلب النتائج التي يحصلون عليها بعد تلك الدورات هي نفسها قبلها .

حيث أن إدارة الوقت ليس علما كلاميا كما يروج له البعض إنه علم تطبيقي يتطلب منك خطوات ملموسة لفرضه في عملك و تلبية الطلبات و تنفيذ المهام في وقتها المحدد سابقا .

حقائق حول تنظيم الوقت للعامل الحر:

ركز على المهمة الحالية و توقف عن التفكير في المهمة التالية

و أنت بصدد تنفيذ المهمة الحالية توقف عن التفكير في ما هو قادم ، استمتع بالعمل على ما تقوم به الأن و استثمر تركيزك كله عليه .

لا تدع الأفكار بخصوص المهمة القادمة تفقدك العزيمة في الاستمرار بما تقوم به الأن ، ح يث ذلك يصيبك بالتشتت و الانتقال من عمل لأخر دون أن تنهي مهمة واحدة .

 

 

المهام ليست كلها بنفس الأهمية و التنفيذ يختلف 

في العمل الحر ستتلقى الكثير من الطلبات و عليك ترتيبها أولا و من ثم تنفيذها ، الطلب الأقدم يعد مهما كون تاريخ التسليم على الأرجح قريب للغاية بينما الطلب الأحدث لا يزال من المبكر العمل عليه .

من جهة أخرى المهام التي تتطلب الكثير من العمل يجب عليك أن تضع في خطتك العمل عليها مبكرا و على مدار أيام بشكل تدريجي حتى الانتهاء منها .

 

ورقة المهمات و قلم لشطب ما تم تنفيذه

يفضل الكثيرين من الناس برامج و تطبيقات تنظيم الوقت و إدارة المهام ، في الحقيقة لا بأس من ذلك إذا كنت تفضلها لكن تذكر أن الورق و القلم هما عنصرين ضروريين لك على مكتبك ، ببساطة قم بتدوين المهام في ورقة ثم قم بشطبها كلما نفذت منها مهمة .

الفائدة من هذه الطريقة هي متابعة عملك و الشعور بالسعادة كلما نفذت المهام و قمت بتلبية الطلبات التي تنتظرك ، هذا إلى جانب التخلص من الشعور بأنك تضيع وقتك طيلة اليوم حتى و إن كانت إنتاجيتك جيدة أحيانا

ساعة واحدة تساوي 45 دقيقة و ليس 60 دقيقة كما هو معروف

لا يمكنك العمل لمدة ساعة و التركيز فيما تقوم به لمدة 60 دقيقة كاملة ، الأبحاث و الدراسات تؤكد أنه يمكنك بالفعل التركيز لمدة 45 دقيقة كاملة و من ثم تبقى ربع ساعة متاحة لك من أجل استجماع تركيزك و قواك للساعة القادمة.

خلال ربع ساعة المتبقية من الساعة يمكنك استغلالها كما تريد ، مشاهدة مقطع فيديو خفيف أو قراءة بعض منشورات أصدقائك على الشبكات الاجتماعية أو الاطلاع على بعض الأخبار الجديدة و يمكنك الخروج من مكتبك و استنشاق بعض الهواء النقي.

المبتدئ ليس مثل المحترف في إدارة الوقت

إنها الحقيقة الصادمة بالنسبة للجدد في العمل الحر و هي أنك لن تدير وقتك بكفاءة من البداية ، يحتاج منك الأمر لمدة طويلة من اختبار أكثر من خطة و تغييرها و إضفاء بعض التغييرات على طريقة العمل و بعبارة أوضح فتقدم خبرتك بالعمل يوازي إدارة الوقت بكفاءة .

المبتدئ يستطيع تلبية طلب واحد في ساعة أو ربما أكثر بقليل و ما يجعله يتخبط في إدارة وقته هو أنه يتوقع تلبية 5 طلبات مثلا في نفس الوقت فيأخذ العمل متناسيا أن قدراته الحالية لا تسمح له بذلك ، فيما المحترف بالمجال تلبية هذا العدد بالنسبة له في الساعة أو تنفيذ مهمة ما سيستغرق فيها أقل وقت يمكن للعميل توقعه .

 

عند نهاية يومك خطط  للغد و راقب إنتاجيتك 

عند انتهاء اليوم العملي بالنسبة لك لا تنسى أن تطلع على سجل المهام و تعاين كم مهمة قمت بتنفيذها اليوم لتعرف نسبة إنتاجيتك ، و أفضل طريقة لتعرف ذلك هو أن تقسم عدد الطلبات التي تم تنفيذها على مجموع الطلبات المطلوبة لليوم ثم تضرب ما حصلت عليه في المئة لتحصل على نسبة دقيقة لإنتاجيتك.

ثم قم مباشرة بتدوين الطلبات و المهام المطلوب منك تنفيذها للغد كي تبدأ يومك مباشرة في العمل دون الحاجة لتضييع الوقت في التخطيط .

 

لتنظيم الوقت العديد من الفوائد التي تعود على الفرد، وإن عدم تنظيم الفرد لوقته يؤدي إلى تراكم أعماله وبالتالي زيادة الضغوطات عليه.

  • من فوائد تنظيم الوقت:

نيل رضى الله عز وجل:

فالوقت أمانة، والإنسان مسؤول عن وقته وعمره، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعبادته وللقيام بالعمل الجاد والدؤوب في الأرض لتحقيق أسمى الأهداف وتحقيق الخير في المجتمع، وعليه أن يستغل وقته على أكمل وجه لإعمار الأرض ونشر الخير فيها. التوفيق بين العمل والحياة الشخصية: فمن ينظم الوقت ويضع خططاً وجداول تشتمل على كل ما يلزم القيام به من مهام يستطيع أن يؤدي أعماله على أكمل وجه، بل ويمكنه أن يؤدي واجباته العائلية ويقضي احتياجاته الشخصية ويرفه عن نفسه دون أية ضغوطات.

إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف:

 إن من ينظم وقته ويستغله أكمل استغلال يشعر بالرضى عن نفسه ويحقق الراحة التي يطمح إليها الأفراد جميعاً، في حين إن من يضيع وقته ويقضيه بما لا يعود علية بالنفع لا يلبث أن يندم ويشعر بالذنب اتجاه ذلك، كما أنه يشعر بالحسرة على وقته المهدور.

 

 إنجاز الأعمال في الوقت المحدد:

 فعندما ينظم المرء وقته يستطيع أن ينجز أعماله أولاً بأول، وبالتالي لا يداهمه الوقت بانقضائه، ولا تتراكم أعماله ويشعر بأي ضغوطات.

الاستفادة من الجهود المبذولة على أكمل وجه:

 فبتنظيم الإنسان للوقت يمكنه أن يحقق أكبر استفادة من الجهد المبذول، ويعود ذلك عليه بالنفع الكبير سواء كان في تحقيق ثروة أكبر، أو النجاح في العمل أو غيرها من الأمور الأخرى المرجوة.

 

 تجنب الازدواجية في تحقيق الأعمال:

حيث إنه يمكن للإنسان بتنظيم وقته أن يتجنب القيام بالأعمال بطريقة مزدوجة، وبالتالي يحقق التوازن وصفاء النفس، والبعد عن إضاعة الجهد والوقت.

 

 

إرضاء الموظف لرؤسائه في العمل:

 فتنظيم الوقت يؤدي إلى عدم إهمال أو نسيان أي من الواجبات والأعمال المطلوب تنفيذها، بل عدم تأجيل أي منها أيضاً، الأمر الذي يبعث شعور الرضى في نفوس رؤساء العمل.

 زيادة الإنتاجية:

إن الفرد الذي ينظم وقته يحقق إنتاجية عالية مقارنة بمن لا ينظمه.

 التركيز في العمل:

يؤدي تنظيم الوقت إلى صفاء الذهن ومنع تشوشه، وبالتالي من ينظم وقته يستطيع أن يعلم ما هي الأعمال المطلوبة منه بالتحديد ويركز في إنجازها بفاعلية أكبر.

الاستفادة من الوقت الإضافي:

 فمن ينظم وقته يستطيع إنجاز أعماله بوقت أقل، وبالتالي يمكنه أن يستفيد من الوقت الزائد بإنجاز أعمال أخرى من الأعمال المراد إنجازها بدلاً من قضائه الوقت أمام شاشة التلفاز أو في عمل آخر غير مفيد.

 إنجاز أكبر قدر من الأعمال:

حيث يساعد تنظيم الوقت الإنسان على إنجاز الأعمال التي كانت تستغرق وقتاً كبيراً في وقت أقل، فالعمل الذي كان يُنجز في أسبوع يمكن مع تنظيم الوقت أن ينجز خلال يومين أو ثلاثة أيام.

كسب احترام الناس:

فمن ينظم وقته ويكون محافظاً على مواعيده ويقوم بأعماله على أكمل وجه، يختلف عن الإنسان الفوضوي ويكسب احترام الآخرين فيعجبون به ويحبونه.

زيارة الأقارب وتنظيم العلاقات الاجتماعية:

 حيث يستطيع المرء أن ينظم زياراته العائلية وزيارة أصدقائه. زيادة الثقة بالنفس: فالإنسان المنظّم في وقته وعمله ترتفع ثقته بنفسه، كما أنه يتجنب حدوث المفاجآت في العمل أو غيره من أزمات ومشكلات، فهو قادر على القيام بالأعمال في وقتها المحدد.

الشعور بالمسؤولية بشكل أكبر:

 فتنظيم الوقت يجعل الفرد أكثر تحملاً للمسؤوليات كما يجعله يواجه الصعوبات بجرأة أكبر. زيادة الدخل: إن من ينظم وقته يستطيع أن يجد وقتاً إضافياً لممارسة هواياته ويساعده ذلك على إيجاد مصادر أخرى للدخل. تجنب التحسر على الوقت: ففي تنظيم الوقت فائدة كبيرة، حيث يشعر المرء أنه استغل وقته كما يجب، وبالتالي فإنه لا يشعر بالندم أو الحسرة على ضياع الأوقات.

معرفة الأولويات وتحديدها:

 حيث يستطيع الإنسان الذي ينظم وقته ويديره على أكمل وجه أن يحدد أهدافه القريبة والبعيدة، وبالتالي تنظيم الأفكار وتحديد الرؤية بوضوح.

 

الموازنة بين العمل والراحة:

فمن ينظم وقته على أكمل وجه يستطيع أن يأخذ قسطاً من الراحة في الوقت المحدد لذلك، ومعاودة العمل في الوقت المحدد أيضاً.

تنظيم الحياة:

حيث يتجنّب من ينظم وقته الإرباك الحاصل وارتكاب الأخطاء الناتجة عن عدم تنظيم الوقت، وبالتالي تنظيم الحياة بشكل أكبر وتنظيم النفس أيضاً، مما يجعل الحياة أجمل وأكثر سهولة.

 المنهجية في العمل والتخطيط المستمر:

يساعد تنظيم الوقت الفرد على التخطيط لأعماله وإنجازها بمنهجية أكبر، وبالتالي الاستفادة من الجهد المبذول بشكل أكبر.

كل ما تتعلمه حول تنظيم وإدارة الوقت و تنظيم الأولويات والأدوات المستخدمة لن يشكل فارقا مالم تكن لديك النية الحقيقية  لإحداث تغيير في الطريقة التي تتعامل بها مع الوقت.



طالع معرض الأعمال للمهندسين


محتاج مهندس؟

أنجز مشاريعك الهندسية عبر الإنترنت بسهولة وأمان

في خطوات بسيطة.. أضف المطلوب مجاناً، إستقبل عروض مختلفة، إختر الأنسب،
وأخيراً إستلم المطلوب فى الوقت المحدد.
إستخدم أونجينيرنج ©️

أضف مشروعك مجاناً سجل كمهندس فريلانسر