يُعرف على نطاق واسع بأن البطالة عامل من عوامل الخطر المسببة لمشاكل الصحة النفسية، بينما تعتبر العودة إلى العمل أو الحصول على وظيفة عاملا يتيح الوقاية من تلك المشاكل. وقد تتسبب بيئة العمل السلبية في مشاكل الصحة البدنية والنفسية، والتغيب عن العمل وفقدان الإنتاجية.ومن المرجح أن تؤدي أماكن العمل التي تعزز الصحة النفسية وتدعم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية إلى الحد من التغيب عن العمل وزيادة الإنتاجية والاستفادة من المكاسب الاقتصادية المرتبطة بذلك.

حيث أن ضغط العمل جزء طبيعي من حياة الإنسان الشخصية والمهنية، لكن شرط أن يكون في حدود معقولة، وإلا فسيتحوّل إلى عائق نفسي، وستترتب عليه آثار وخيمة على معنويات الموظف وإنتَاجيته.

ففي الوقت الحالي يعمل معظم الأشخاص حول العالم و هم يعانون من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب و القلق و الوسواس القهري و ينظرُ بعض الأفراد  إلى العمل الحر أو العمل عن بُعد، بصفته خياراً مناسباً من شأنه أن يقلل من حالات التوتر والإرهاق حيث انك تقضي مزيدا من الوقت مع عائلتك و تقلل من الضغط الناتج عن العمل المكتبي في الشركات و المؤسسات ، ولكن الحقيقة أن العمل للعمل الحر و العمل المكتبي نفس الأثار النفسية و الاثنين معرضي للإجهاد و التوتر و الإرهاق أثناء العمل .إن لم تضع لنفسك بعض الإجراءات الصحية الوقائية يمكن أن يؤدي عملك الحر إلي مشكلات نفسية و عقلية

نتعرف هنا على أهم 9 نصائح للحفاظ علي صحتك النفسية والعقلية 

• احترم أوقات العمل

بعض أصحاب العمل يظنون أنه لمجرد أنّ الموظف يعمل من منزله، فإنه سيكون متاحًا لأربع وعشرين ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، ويتوقع منه أن يرد على اتصالاته فورا، ليلًا أو نهارًا، وخلال أيّ وقت.

فيجب عليك أن تحدد أوقات عملك و تبلغها لعملائك حتي لا تستقبل رسائل أو مكالمات هاتفيه في غير أوقات عملك أو في أوقات غير مناسبة مثل وقتك الذي تقضية  مع عائلتك .

• تعلم كيف تتقبل الرفض

الخوف و الرفض هو أحد الأسباب التي تمنع الأفراد من دخول مجال العمل الحر حيث أن كل تعليق سلبي حول عملك سيكون موجه إليك بصورة مباشرة لا للشركة حيث انك عامل حر وهو ما يجعل الرفض و النقد للعامل الحر يكون أشبه بانتقاد لشخصيته  حيث أن الرفض المتكرر يضعف من الحماسة و الثقة بالنفس و قد يؤدي إلي مشاكل نفسية  و لتجنب اهتزاز الثقة يمكنك أن تكتب قائمة يومية بالأمور التي أنجزتها و أن النقد علي عملك ليس معناه ان عملك سيئ ولكن لكل شخص وجهه نظر مختلفة يجب تقبلها و الوصول لحل وسط .

• مناوبات العمل تكون معقولة

مناوبات العمل الطويلة و الشاقة تستنزف العامل و ترهقه نفسيا وبدنيا وتؤدي إلي اختلال التوازن بين الحياة الشخصية و المهنية  حيث هذا يزيد من ضغط العمل .

حاول أن لا تتجاوز مده العمل 8 ساعات يوميا و أن تأخذ قسط  من الراحة في منتصف العمل خاصة إذا كانت طبيعة عملك تستدعي تركيزا و جهدا بدنيا و يمكن الاعتماد علي المشروبات المهدئة للأعصاب و حاول تقليل شرب المنبهات لأنها ترفع من نسبة القلل العام في الجسم .

• رتب جدول أعمالك بطريقة تنازلية

صنف المهام اليومية بشكل تنازلي بحيث تبدا بالمهام الصعبة حيث التركيز و النشاط من الناحية الذهنية و البدنية إلي المهام الأسهل ، حيث كلما يصيبك الكسل و الخمول يمكنك النظر في  دفتر تدوينك و تري انك أنجزت مهمة صعبه فتتشجع علي الانتهاء من المهمة السهلة .

• ضع مواعيد تسليم حقيقه واحترمها

يرغب أصحاب المشاريع في استلام أعمالهم  و مشاريعهم بسرعه  و يقومون باستعجال العاملين حتي يسرعوا .

حيث يجب عليك التحدث مع صاحب المشروع و تبلغه بموعد التسليم المناسب لك حيث أن الاستعجال ليس في صالح العمل و لا في صالح الصحة النفسية للعامل.

• اختلط مع أفراد من خارج محيطك

الاختلاط وتكوين علاقات جديدة أفضل وصفة للتعامل  مع انعزال العامل الحر نتيجة لعمله بمفرده في اغلب الوقت فيصبح منعزلاً بمرور الوقت ، حيث أن التفاعل مع الأخرين أمر مهم للغاية خاصة مع أشخاص لا علاقة لهم بمهنتك حتي تبقي منفتحا علي تأثيرات أكثر تنوعا .

• وفر ميزانية للرعاية الذاتية

عندما تشعر بحالة نفسية سيئة يمكنك تعزيز صحتك القلية و النفسية من خلال ممارسه بعض التمارين الرياضية مثل المشي أو الجري أو ممارسة التأمل في الهواء الطلق حيث سيساعدك علي الشعور بالتحسن، أو يمكن القيام بشراء أشياء تساعدك علي الشعور بالسعادة.

• توقف عن لوم نفسك

كونك تعمل كعامل حر هذا يعني إنك ستكون مدير نفسك و ستكون مسئولا عن كل شيء بداية من الحصول علي العميل واستلام الأموال حتي الانتهاء من المشروع و تسليمه للعميل فعند حدوث أي خطا أو تقصير في أي مرحلة من هذه المراحل لا يوجد إلا نفسك لتلومها علي  التقصير الناتج و لتجنب ذلك يجب أن تتعلم كيف تتفاوض مع ذاتك .

• لا تبحث عن الكمال

من المهم أن يكون لك أهداف لتحقيقها ولكن يجب أن تتبع السلم للوصول إليها بحيث تكون أهداف تدريجية تصل إليها بمرور الوقت وزيادة الخبرة  حيث إن كنت تتحرّى الكمال في كل شيء، فلن تنجز أيّ شيء، وسترهق نفسك ، بدلًا من ذلك، حاول أن تبذل قصارى جهدك في العمل، وحاول أن تخرج العمل بأحسن صورة، وبالقدر المستطاع.

عند الاهتمام بصحتك النفسية و العقلية ستري المردود في عملك حيث ستصبح أكثر قدره علي الإنتاجية و التركيز و ستكون قادرا علي التصدي للإحباط و الإجهاد اليومي الذي ستواجه